تأتى كل دورة من دورات التقدم التكنولوجى بذلك القلق القديم الذى لا يفتأ يعاود البشرية منذ بدايتها. القلق الذى قد جاء مصاحبًا لظلال القرن العشرين عاد يتصدر المشهد، لتتعالى معه صيحات المتشدقين بالكلام عن الإنسانية والأخلاق العامة والبيئة، محذرين من كارثة وشيكة. على الرغم من خطبهم الرنانة، تستمر الحياة، وتتطور، بل وتزدهر؛ وكأن الرحمة الإلهية تؤكد قدرتنا كبشر على التأقلم والتعايش.
استمرار الحياة لا ينفى بالضرورة احتمالات وقوع كارثة. نظرة واحدة لتعقيدات الحضارة كفيلة بأن تكشف لنا عن عواقب لا حصر لها؛ حيث تتولى الرأسمالية زمام الأمور، فتشكل حياتنا فى صورتها الحاضرة وتلقى بظلالها على رؤانا للحياة فى المستقبل. تفرض الرأسمالية الاستمرارية والبناء والابتكار، وتفرض القلق القديم فى آن.
يدعونا برنامج “تعايش” للتأمل فى تسعة أعمال تطرح تساؤلات حول التصميم الحضرى للمدينة، حول القلق القديم، حول الرأسمالية وتأثيرها على شكل العمارة، وحول الصورة والذاكرة الجمعية.
اختيار الأفلام والبرمجة: محمد علام