تعليق على ما شاهدناه في الآونة الأخيرة
حوار غير رسمي بين سلمى الطرزي وعلي حسين العدوي
قمنا بعمل هذا الحوار بدعوة كريمة ومبادرة من الفنان حسن خان لكنه ايضا يعد جزء من نقاش ممتد بيننا حول ما تطرحه الأعمال الفنية المعنية بالصور المتحركة خلال الأعوام القليلة الماضية من أسئلة وأفكار على مستوى الشكل والمضمون، وكيف يتم ترجمتها عبر اختيارات جمالية متنوعة ووسايط مختلفة؟ وعلاقتها بالسياق الأوسع للحظة التي نعيشها، ومن منظور انحيازاتنا الفنية والفكرية.
علي: أول حاجة حابب أناقشها أو أتساءل عنها هي تزايد توجه الفنانين أو صناع الأفلام إنهم يعملوا أعمالهم الفنية سواء فيديو
أو أفلام باستخدام وسايط أنالوج أو الفيلم الخام سواء الـ16 ملي أو السوبر 8 أو حتى الـ… VHS
.. على الرغم من أن غالبية صناعة الأفلام أو الصور المتحركة –عمومًا- أصبحت تعتمد على تقنيات الديجيتال في تصويرها وعرضها، بما فيها الأعمال المصورة بكاميرات أنالوج وخام.. والمصانع اللي بتعمل الخام وشرايط الأنالوج دي بقت قليلة جدًّا ومعظمها بيقفل.. وفي حملات ضد قفلها هي اللي بتدعم صناعة الأفلام والأعمال الفنية دي.. بتدافع عن وسايط الفيلم الخام والأنالوج لأسباب جمالية.. تحت دعاوى إن الصور اللي بتنتجها الوسايط دي أكثر حساسية للتعبير عن الزمن وأكثر صدقًا، وتبدو كمقاومة لقبح صور الواقع المعاصرة المزيفة المصطنعة اللي بينتجها الديجيتال في منتجات الثقافة الجماهيرية من مسلسلات وإعلانات أو سينما ماينستريم.. أنا في رأيي إن التصور الأنطولوجي دا عن الصورة السينمائية أو عن الصورة عموما اللي هو تصور أندريه بازان، اللي مفاده أن الصورة السينمائية لا بد لها أن تحاكي الواقع والطبيعة وتكون نتيجة نحت الزمن على الخام زي ما قال تاركوفسكي، واللي أصبح تصور قديم جدا عن اللحظة اللي بنعيشها وعن عمليات إنتاج صورها.. كمان التصور دا متناسي كل التنظير اللي حصل بعده عن الصور وفهمها، تحديدا في علاقاتها بسياقات إنتاجها اللي عمله جي ديبور وجون برجر وبودريار وسيرج دانيه.. واللي مفاده إنه ليس هناك واقع وإننا نعيش في صورة للواقع وعالم مزيف مصطنع يعيد إنتاج الصور والمشاهد وفقا لما تحدده السلطات المهيمنة على وسائل الإعلام، وبناء عليه تبدو لي أفلام وشرايط الأنالوج والخام كأوعية لتعبئة النوستالجيا والحنين إلى الماضي وصور الماضي بملمسها وحبيباتها وخروشة أصواتها.. هكذا تدغدغ مشاعر المتفرجين بسهولة وتداعب ذكرياتهم لتجد مكان في سوق صناعة الوسايط والأفلام والفن.. كمعلبات للماضي والنوستالجيا والتصورات القديمة عن الصورة.. مش عارف، إنتِ رأيِك إيه، شايفة الموضوع إزاي؟
سلمى: أنا حاسّة إننا لازم نفرق بين نوعين من التعامل مع الوسيط وجمالياته، من ناحية، في محاولات إعادة استخدام الفيلم الخام، ومن ناحية تانية في اتجاه استخدام الوسيط الديجيتال واصطناع الصورة القديمة دي بفلاتر أو إفّيكتات.
علي: فمثلا في فكرة الصورة الأبيض والأسود مش شرط يبقى استخدامها الاستخدام التقليدي للتدليل عن زمن ماضي لكن ممكن استخدمها كاختيار جمالي عشان أعبر عن حاضر بعيشه بلا تفاصيل وألوان.
سلمى: مفيش مشكلة في الأبيض والأسود، لكن أعتقد أن الفكرة في مدى الوعي بسلطة المراجع لما يمثله الأبيض والأسود اللي بقت جزء من وعينا وهو مجهود كبير عشان الواحد يقدر يكسرها.
علي: صحيح.
سلمى: جزء كبير من مفهومنا عن ما هو جميل أو ما هو متمرد هو مرجعيتنا عن ما كان متمرد في زمنه.
علي: لكن هو مش بالضرورة متمرد دلوقتي.
سلمى: هو مش متمرد في حالة إني هاشتغل بوسيط ديجيتال بس محاولش أطلّع منه جماليات جديدة، ولكن أحاول بس أغطيه بخدع تديه جماليات وسيط مش بتاعه، أنا كواحدة بعمل أفلام مقدرش أنكر إني دايمًا عندي الحلم إني أشتغل بخام فيلم، اللي هو مبقاش متوفر بالنسبة لي، بس السؤال هو.. هل أعيد استخدام الفيلم كمجرد وسيط بالتزم بجمالياته الكلاسيكية أو بتمرد عليها ولا هقع في نوستالجيا ما يمثله الوسيط ده لزمن «أكثر نقاء» أو «أكثر ثورية»؟ مقدرش أقول إن اختيار الرجوع للخام خالي من الوجاهة بس ده كخط عريض هو يفرق جدًّا، إنت هتعمل به إيه؟
علي: قدر الوجاهة.. دا لما تكوني إنتِ بتوظفيه في حاجة إنتِ عاوزاها.
سلمى: وابقى باعيد اكتشافه، أو باكتشفله أفق تاني، أو بحاول أتمرد حتى على الطريقة اللي اتعمل بيها، ألعب مع الوسيط مش أتعامل مع جمالياته كحقيقة مطلقة مُسَلَّم بيها لِما يجب أن يكونه الفيلم، لأن كده في حاجة كده شبه السلف الصالح.
علي: حتى في التصور عن فكرة الصورة نفسها، فكرة السلف الصالح دي بتنسحب عن تصورك عن ماهية الصورة، يعني إنتِ بتسيبي اللحظة اللي من المفترض أنها سياقك اللي بتنتجي فيه وبتنتقلي إلى سياق هو بالضرورة أقدم، وتَخَيُّل أنه الأقدم هو الأفضل دائمًا.
سلمى: افتراض إنه دائمًا أفضل برضو جاي من التأثر بمدارس معينة في تاريخ السينما، كانت نقاط تحول وثورية في زمانها زي بونويل ودالي أو الموجة الفرنسية الجديدة، يعني أنا كمان بقع في ده، وببذل مجهود كبير إني أحاول أتعامل معاهم، سياقهم الزمني والتاريخي، مش أيقونات مقدسة وإني أعرف أتمرد عليهم هم كمان.
علي: وإنك تخرجي من الإجابة السهلة والسريعة، إنك تروحي للمرجع اللي عندك وتعملي زي ما بيعمل.
سلمى: بالضبط ودا شبه اللي بيحصل لما تستعمل وسيط ديجيتال وتضيفله.
علي: وأضيفله الإفّيكت
سلمى: مش قادرة أعزل الوَلَع بجماليات الماضي تمامًا عن اللي بيحصل في العالم كله، مش بس في الأفلام، بس فيما يتم تصديره على إن هي دي الجماليات.
علي: بتاعة الديجيتال؟
سلمى: لأ، بتاعة العصر، حتى في اللبس حتى في الموبيليا، دلوقتي الموضة هي الريترو، إن يبقى عندي براد قديم شكله كذا، إن يبقى عندي سمارت فون بس أركبله سماعة على شكل سماعة التليفون القديم اللي بقرص.
علي: بس هو سمارت فون.
سلمى: حتى لغة الإعلانات والتليفزيون اللي بتحاصرنا ٢٤ ساعة كلها بتصدر جماليات الماضي، أغلب الإعلانات فيها ورق حيطة سبعيناتي وديكورات مستوحاة أغلبها من أزمنة ماضية، أو احتفاء بالماضي، لو بصيت على الإنستجرام وكم الفلاتر اللي بتحاكي الصور القديمة، ريترو وبولارويد وسيبيا.. تحس إن في حاجة متسلعة في جماليات الماضي دي.
علي: بس الاتنين بيصبوا في حاجة واحدة، بيصبوا جوه التسليع، سواء بتروحي للوسايط الأقدم أو تعملي في الديجيتال إفيكتات، بالنسبة لي مش فارق، في النهاية ده بيحصل كله عشان تعملي إيه؟ علشان تعملي الصورة اللي هي متسلعة ومعلبة عن الزمن والَّلا إنتِ بتوظفي ده أو بتشتغلي عليه وتُسائِليه؟
سلمى: برضو مقدرش أحطهم في نفس الحتة تمامًا؛ لأن اللي أخذ قرار يشتغل بفيلم خام، عنده إمكانية ما لإعادة اكتشاف للوسيط ده، وإنه يطلع منه بحاجة مختلفة، نجح أو منجحش ده موضوع تاني، بينما اللي بيختار وسيط الديجيتال ويضيفله إفّيكت الماضي جاب آخر الوسيط وحكم عليه إنه «ناقص» فبيجمله أو يغطي نقصه بفلاتر وإفيكتات مستعارة من وسيط تاني شايف إن هو الأمثل.. مش شايفة في النموذج دا أفق وإمكانية إعادة اكتشاف الوسيط أصلًا.
علي: آه بس إنتِ مبتحسيش إنه لأن الصورة الفوتوغرافية أو الصورة القديمة بتطرح عليكي حالة إنك تشوفيها كأيقونة بتعمل هالة من القداسة، فلما أنا باستخدم الإفّيكت ده في الديجيتال ويبدو شديد الاصطناع أنا في تقديري ده كمان طرح جمالي، إنك بتعملي اصطناع ما بيكشف زيف فكرة النوستالجيا.
سلمى: آه بس أظن إن ده كمان يتوقف على أد إيه ده معمول بقصدية.
علي: إنتِ بتحطي حاجة منك، في مداخلتك إنتِ على الصورة دي.. كمان زي ما أشرت قبل كده.. لما تبقى صناعة السينما والفنون البصرية مهيمن عليها الديجيتال.. مقدرش أنفي أوي تهمة الموضة والغرائبية عن الأعمال المصرة تشتغل بوسايط خام وأنالوج.. كذلك مقدرش أنفي أوي تهمة الهروب من الاشتباك الفني مع «الواقع» اللي جاي على الأرجح من فشل وتكاسل في البحث عن جماليات للديجيتال.. لكنه بسهولة ممكن يبقى الإكزوتيك الغريب والتجريبي كمان لو حبيت.. لما نشتغل خام أو أنالوج ونعيد إنتاج الماضي دون مساءلته.. سواء عشناه أو ماعشناهوش.. ويضمنله مكان أو حصة حتى لو صغيرة جوه سوق الفن أو السينما.
سلمى: هو في كمان حاجة تانية ليها علاقة بصورتنا، إحنا عن نفسنا كصناع الأفلام، وبقول إحنا، لأني غالبًا كصانعة أفلام بقع في نفس الأزمات.. في أزمة في تصورنا عن نفسنا باعتبارنا بنعمل حاجة بنفترض إن هي حاجة مختلفة عن ما هو تجاري وما هو مينستريم، وأذكر حوارات كتيرة جدًا مع زملاء بتبدأ بخلاف حول معنى أن نكون صناع أفلام مستقلين، وهل إحنا بنتكلم على موديل إنتاجي، ولا على مستوى المحتوى ولو بنتكلم عن المحتوى فإيه هي مواصفاته، وكمان إزاي السوق بيتعامل معنا والصورة اللي بيصدرها عننا وبيتم تصدير الفن المستقل بشكل معين بيرسخ لفكرة إنه فن متعالى على الجمهور ومالوش سوق حقيقي فتنقسم ردود أفعالنا لمعسكرين، المعسكر الأول بيقول: لأ، أنا أرفض لقب مستقل أنا صانع أفلام وخلاص، ومتحطنيش في علبة لأن أنت كده بتحطني في قالب بيترجم على أرض الواقع بإني ملاقيش توزيع وملاقيش سوق، ملاقيش متفرج وإن أنا موصوم إني مستقل وبعمل أفلام الناس مبتفهمهاش، وفي المقابل المعسكر التاني بيرد على ده بإنه: لأ أنا مش هتنصل من هويتي كفنان مستقل علشان أنا بعمل حاجة فعلًا مختلفة وأنا ضد السوق. في رأيي المعسكرين بيعانوا من نفس الأزمة وهي ورطة كبيرة جدًا لإنها بتوقعنا في إيه هي تصوراتنا عن نفسنا أصلًا؟ وما يجب أن نكونه؟ وساعات بنقع في فخ الصورة اللي بيصدرها عننا السوق فبيبقى كأننا لازم نحقق النبوءة دي أو الصورة اللي هو بيروجها عني، وفي الحالة دي النمط اللي السوق بيروجه عنا وإحنا بنعيد إنتاجه هو نمط الفنان الاكتئابي المهزوم المحبط اللي محدش فاهمه.
علي: ويصنفك في الخانة دي اللي هي تبدو مثيرة للإعجاب برضو.
سلمى: وبشكل تاني كمان حتى السوق بتاع الفن المستقل فهو ما زال بيحتفي بنموذج معين من الفنان، أو بشكل نمطي جدًّا للفنان المستقل اللي بيشوف حاجات أبعد من الناس التانية، وعند حكمة ساخرة متهكمة ومهموم بقضايا الفنان مش البني آدم منغمس في نفسه تمامًا كفنان بمشاكله الوجودية اللي بيعبر عنها بجمل معينة بشكل معين.
علي: عايز أقول حاجة لها علاقة باللي إنتِ بتقوليه ده عن علاقة شريط الصوت بالصورة، لأنه استقر جماليًا إلى حد الملل إنه لما بنشوف فيلم مش تجاري، فيلم قصير أو طويل أو فيديو أو تجريبي، بنلاقي على طول علاقة متوازية بين شريط الصوت والصورة بتعمق معنى ودلالة الصور، ودايما مستني تجارب جديدة بتطرح علاقات أعمق وأكثر جدلًا، لكن اللي شوفته في بعض الأعمال يبدو لي كردة.. لما ألاقي الصورة تبدو في علاقتها بالصوت (اللي هو في معظمه فويس أوفر) هي علاقة ترجمة.
سلمى: آه ترجمة فورية.
علي: فيبدو الموضوع وكأنه كفر بالصورة وانشغال كبير بلغة (الفويس أوفر) سواء مكتوبة أو مترجمة ومدى حذلقتها أو أدبيتها وتصور صانع العمل عن اللغة، لكن مش بنشوف لغة بصرية أو سينمائية كأنه بيعمل نص كتابي مش عمل بصري.
سلمى: بص أنا معنديش مشكلة مع الاهتمام بلغة الفويس أوفر، أو استخدام الفويس أوفر في المطلق، أنا مشكلتي في استخدام الفويس أوفر كأنه منبر للدعوة.
علي: حاجة دعوية أو خطابية.
سلمى: في مساحة في الفيلم إن تكون لغته حلوة ويبقى النص مكتوب كويس، ولكن السؤال هو.. هل إنتَ كاتب نص وبتعمله ألبوم صور؟ والَّلا النص ده أحد عناصر الفيلم اللي كل عنصر فيها لازم يبقى مخدوم مش مجرد بطاطس مع البرجر، مش ترجمة حرفية للصور أو بصرية للنص، يعني مثلا بصيت من الشباك فهشوف الشباك، باتذكر فستانها بيهفهف فهشوفها لابسة فستان أبيض وبيهفهف، مشكلتي كمان في استخدام «الفويس أوفر» بالشكل ده هو ما يحمله من تصور عن الفنان، والفنان الذكر تحديدًا عشان نمط الفنان المكتئب العبقري دايمًا بيكون راجل، مفيش الموديل ده عند الستات، اللي دايما هو الصوت الوحيد اللي عازل نفسه عن الحياة بس في نفس الوقت مهتم بإنه يخطب فينا كجمهور بحكمته المتعالية المتهكمة وإحباطه من خلال الميكروفون / الفويس أوفر، وهزيمته اللي بتتحول لقيمة فنية جمالية في حد ذاتها، بيتعامل معها باحتفاء وبعدين طبعًا في أمه والحبيبة أو الحبيبات السابقات.
علي: اللي هم بيطلعوا ومضات كده؟
سلمى: بالضبط كده، لأن الدنيا كلها بتلف حواليه وهو مركز للكون.. المهم إن الفويس أوفر والصوت الأول قد تكون فرصة للتعبير عن حاجة ذاتية جدًّا ممكن تبقى صادقة بس في أغلبية الحاجات في مقاومة شديدة لإظهار أي هشاشة وحتى لو في تعبير عن إحباط فهو جوه الشكل النمطي للفنان المحبط اللي إحباطه ده جزء من أهميته كفنان، مش تعبير حقيقي عن ارتباك.
علي: في حاجة أخيرة، عاوز أتكلم فيها، عاوز أرجع تاني لفكرة تقديم أعمال فنية ليها علاقة بالواقع وأعمال أخرى للهروب منه
فنلاقي أعمال هي عبارة عن مشاهد أو قطع من الحياة اليومية زي ما هي.. بتورينا تمثيلات شديدة السطحية والسذاجة عن الواقع والحياة أو أعمال أخرى في سياقات أكتر عولمية ونيو ليبرالية بتدعونا للخلاص من قسوة الواقع عن طريق الفرار لتأمل الطبيعة عبر لقطات واسعة ومعلبة كخلفيات الكمبيوتر للغابة والصحرا.. الاتنين مبيطرحوش أي اشتباك جاد مع «الواقع».. مبيطرحوش غير زيف تلك التصورات عن الواقع والخلاص منه..
سلمى: بالضبط، فكرة الأبوكاليبس؛ العالِم اللي بينحدر إلى جنون فج وعبثي في لحظه فقدت كل معنى بتحول البشر لمسوخ، في مقابل الطرح التاني اللي بيحاول يفرض معنى عميق وشاعري على حاجات هي في منتهى الاعتيادية ومتحتملش العمق دا فبتطلع مفتعلة وسطحية، وبقى ليها مجموعة من العناصر المكررة اللي لازم تشوفها في النوع دا، فلو بصيت مثلًا عالتمثيل هتلاقي دايمًا الشخصيات اللي بلا تعبير أو الشاخصة في الأفق أو اللي على وشها تعبير معاناة أو أزمة وهي بتقلي بيض، اللي بتتحرك ببطء شديد جدًّا مش مفهوم، أو اللقطات القريبة والمتوسطة لوجه يتوسط الكادر تمامًا وخالي من التعبير أو فيه شبه ابتسامة غامضة.
علي: أو المقلوب بتاعه.
سلمى: أضف لدا كله حالة النوستالجيا اللي بتدي مثالية لزمن ماضي مش بالضرورة حقيقية.
علي: كمان في مستويين للماضي دا.. في ماضي إنتِ عيشتيه وفيه ماضي إنتِ ماعشتهوش تم تصديره ليكي إن هو الأجمل والأفضل والأحلى.
سلمى: بالظبط.. فاهم قصدي؟
علي:.عندك حق أو كمان فكرة إن العالم كله مش بس التمثيل لازم يبقى استعارة لحاجة تانية.
سلمى الطرزي: صانعة أفلام
علي حسين العدوي: منسق برامج افلام ومحرر وكاتب